الغضب

<blockquote class="postcontent restore">

من أنت ؟!!
يا أيها الرجل الشرقي الذي يسكن في طيات جسده ثورية الغضب
بكل تفاصيل هضابها .. بكل عنف دقاتها .. بكل حرارة مسمعها
أخبرني من أنت ؟!!
تجلس في ذلك المكان كقيصر يعتلي عرشه بكبرياء الرجولة
بهدوء الأعصابك .. بتوتر جميع خيوط أفكارك لتنبت سنبلة الغضب المدفونة بأحشائك
ان غضبك يا سيدي ليس غضبا .. بل أوتارا هادئة تعزف عند غروب الشمس ..
هدير من البراكين يتدفق من حمم نارية .. برق و رعد في سماء باردة .. فلماذا لا تغضب ؟؟
فمنذ متى تشكل العنكبوت خيوط أفئدة حياتك ؟
و منذ متى يصعب على أشعة الشمس اختراق مسامات جسدك ؟
و منذ متى تضئ النجوم أنوارا لبنات أفكارك ؟
لا .. لا و ألف لا .. فالتذهب كل الكلمات في مهب الريح
و تبقى انت الصورة التي تتحسر و تعجز فيها كل الاقلام عن وصف غضبك
كيف لا تغضب ؟؟ انني أريدك أن تغضب ..
أغضب .. فان عقدة حاجبيك يا سيدي تثير بداخلي غريزة الطفولة التي تأبى ان تنكسر
و شرار أسهم عينيك تصب في فؤادي نار الشوق و الولع
و تضعفني أنامل يديك المتشابكة ببعضها لتظهر عن شرايين ثائرة تكاد تمزق روابط تاريخي
و لكن هراء .. هراء أن يحدث كل هذا يا عاشقي
فأنت تشبه سواد الليل حتى في غضبك .. و أنا أكره الليل
أنه موحش يرعبني .. ظلامه يفترسني في كل ليلة كاحلة تضيع مجراتي
و تضل نجومي .. و تسرق كواكبي .. و أبقى وحيدة .. حائرة
بين أصوات الذئاب و عواء الكلاب
لذلك .. عبرت لك يا سيدي فأنا متعبة من اخماد ثوراتي
و صراع مبادئي و من القيود التي تسكنني
فاغضب .. و تحرر .. و اصرخ بأعلى صوتك .. و اقترب مني
لترتب ليلي و نهاري .. و انحرني من الوريد الى الوريد
و اكسرني حتى تلين أضلاعي بين يديك
و اجعل عينيك مرساتي
يا صداعا لازمني
و يا أرقا صاحبني
و يا وحشا آلفته و أحببته و أموت من أجله ..

</blockquote>