{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ
وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ
ٱلْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ
ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } * { وَلَمَّا
جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ
وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا
جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى
ٱلْكَافِرِينَ } * { بِئْسَمَا
ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ
بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ
عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
مُّهِينٌ } * { وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ
أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ
مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ
مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }
{
أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ }
اختاروا الدنيا على الآخرة والكفر على الإيمان { فَلاَ يُخَفَّفُ } لا يهون
ويقال لا يرفع { عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يمنعون من
عذاب الله { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } التوراة {
وَقَفَّيْنَا } أتبعنا وأرددنا { مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ وَآتَيْنَا }
أعطينا { عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ } الأمر والنهي والعجائب
والعلامات { وَأَيَّدْنَاهُ } قويناه وأعناه { بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ }
بجبرائيل المطهر { أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ } يا معشر اليهود { رَسُولٌ
بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ } بما لا يوافق قلوبكم ودينكم {
ٱسْتَكْبَرْتُمْ } تعظمتم عن الإيمان به { فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ } يقول
كذبتم فريقاً محمداً صلى الله عليه وسلم وعيسى { وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }
وفريقاً قتلتم يحيى وزكريا { وَقَالُواْ } يعني اليهود { قُلُوبُنَا غُلْفٌ
} من قولك يا محمد أي قلوبنا أوعية لكل علم وهي لا تعي علمك وكلامك { بَل }
رد عليهم { لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ } طبع الله على قلوبهم { بِكُفْرِهِمْ }
عقوبة لكفرهم { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } ما يؤمنون قليلاً ولا كثيراً
ويقال ما يؤمنون بقليل ولا بكثير { وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ } { مِّنْ
عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ } موافق { لِّمَا مَعَهُمْ } من الكتاب بالتوحيد
وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وبعض الشرائع كفروا به { وَكَانُواْ
مِن قَبْلُ } من قبل محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يَسْتَفْتِحُونَ }
يستنصرون بمحمد والقرآن { عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من عدوهم أسد وغطفان
ومزينة وجهينة { فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ } صفته ونعته في
كتابهم { كَفَرُواْ بِهِ } جحدوا به { فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ } سخطة الله
وعذابه { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } على اليهود { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ
أَنْفُسَهُمْ } باعوا به أنفسهم { أَن يَكْفُرُواْ } بأن يكفروا { بِمَآ
أنَزَلَ ٱللَّهُ } من الكتاب والرسول { بَغْياً } حسداً { أَن يُنَزِّلَ
ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } بأن نزل الله جبريل بفضله الكتاب والنبوة { عَلَىٰ
مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } يعني محمداً { فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ
غَضَبٍ } فاستوجبوا لعنة على أثر لعنة { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
} يهانون به ويقال شديد { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني اليهود { آمِنُواْ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } يعني القرآن { قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ
عَلَيْنَا } يعني التوراة { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ } يعني سوى
التوراة { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد {
لِّمَا مَعَهُمْ } من الكتاب قالوا يا محمد آباؤنا كانوا مؤمنين قال الله {
قُلْ } يا محمد { فَلِمَ تَقْتُلُونَ } قتلتم { أَنبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن
قَبْلُ } من قبل هذا { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } إن كنتم مصدقين في
مقالتكم.