يعيش الإنسان في هذه الحياة .. يتحرك ،
يفكر ، يبكي ، يضحك ، خليط من التناقض المنطقي بين الأبيض والأسود ،
السعادة والشقاء ، النور والظلام، الحب والكراهية .
طه حسين هكذا ينظر إلى الحياة لكنه ظل يؤمن ببصيص من النور سواء على المستوى الفكري أو العقائدي أو الروحي .
لم أجد أي شيئ أقوى من هذه الكلمات لأحاول إدخالها إلى سجل
الذكريات .هذا انفجار بركان ليس له أي وجود ، هذا تضخم على مستوى الإحساس
، حتى ولو كان الإحساس في بعض الأحيان يبين الحركة الإنسانية والفعالية
البشرية ، نظرا للتمازج بين مختلف الأفكار ، ومختلف الإحتكاكات التي تكون
الخلية العميقة التي تصنع الإنسان وتضعه في مستوى الإيمان بالفكر العقائدي
والمبدئي والجنوني حتى.طريقتي في الكتابة علمتني أن أحس أنني المتفرج على
تمثيلية الحياة ، وفي نفس الوقت أنني الممثل ولست المتفرج نظرية فلسفية
أتى بها المسرحي الكبير ( أكيست بوال ) هكذا يعطي التعريف للحياة : الحياة
تمثيلية أنت فيها المخرج .. أنت فيها الممثل .. ومفتعل الأضواء ، وصانع
الخشبة ، وكاتب الحوار ، وضابط الصوت ، ولكن لست الإنسان الكامل .
من هذا الباب ماهو الشيئ الكامل في الحياة؟ ماهو الكمال
نفسه؟ أين يوجد الكمال؟ طبعا هذه أسئلة فلسفية يجيب عنها المسلم بأن
الكمال في وجه الله تعالىوالكاتوليكي في مجموعة العقائد التي يؤمن بها ،
والهندي في المبادئ التي اتخذها كوسيلة للحياة .
وفي الحياة ترى الإبتسامة، ترى الضحك ، ترى السكوت ، ترى
القناعة ، ترى البخل ، ترى كل شيئ ترى العالم مهدد بالمصائب ، مهدد
بالكوارث مهدد بالتضخم ، مهدد بالإنسان ، مهدد بعدم الإقناع . بماذا نفسر
عالما نرى فيه عقيدة الإيمان بالله تذوب وتذوب ، بماذا نفسر استمرارية
وعالية القوة الجنسية غريزيا موجودة في الإنسان والحيوان ، بماذا نفسر
ضياع الأطفال ، بماذا نفسر انحطاط الثقافة ، بماذا نفسر تدهور الفكر
واضمحلال الحركة العربية ، بماذا نفسر فلسطين تبحث عن شيئ ، بماذا نفسر
القانون وعيوب القانون ، بماذا نفسر الأدب ، والأدب انصهر في السياسة ،
والسياسة دابت تحت وطأة المصالح .
هكذا أرى الحياة بل أفسرها بجنون وجنون .
فــــــــــــــــــــــــوهان