بسم الله الرحمن الرحيم
قيام الليل عبادة من اجل العبادات بل هو أفضل الصلوات بعد المكتوبة كما روي عن رسول الله وهو شرف المؤمن
كما قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ((واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ))
ولاشك أن قيام رمضان ليس كأي قيام ففي الحديث { ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه }
والعجب أن ترى كثيرا من الصالحين والصالحات كما نحسبهم والله حسيبهم
يمضون شهرا كاملا يقومون الليل ثقة بوعد الله وطمعا بفضلة
ثم ينخلعون من قيام الليل عند أول ليلة من شوال فلا يعودون
إليه إلا بعد عام حين يأتي رمضان أخر
لو بقي أثر القيام عليهم شهرا أو شهرين فتركوا قيام الليل في المحرم
أو ذي القعدة لقيل طال عليهم الأمد وضعف الأثر وبعد العهد برمضان
ولكن أن يكون القيام ثوبا يخلعونه صبيحة عيد الفطر فهذا مايحز
في النفس ويحزن القلب ويجعلنا نتساءل أبدا
( ماأثر قيام رمضان علينا؟ ومامدى انتفاعنا به ؟)
إن شدة انقطاع الأثر الظاهر بعد تلك الدورة المكثفة يدفع للشك في بقاء الأثر الباطن والتساؤل عما وجده أولئك الأحباب الأخيار
من فضل قيام الليل : هل وجدوا لذة أشد مما يجده أهل اللهو في لهوهم
أم لم يجدوها في رمضان فلم يطلبوها في غيره وإنما كانوا يرون الناس يصنعون شيئا فصنعوه ؟
أم تراهم وجدوا ذلك كله ولكنهم لايقدرون عليه إلا إذا ظاهرهم الناس
وضجت بالمصلين المساجد
فإذا تركه الناس تركوه ولو علموا من فضله وأثره ماعلموا ؟
وإننا نعيذهم وأنفسنا بالله أن يصدق عليهم قول أخي هوازن :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت ****** غويت وإن ترشد غزية أرشد
إن الواجب علينا هجر هذا المسلك والأخذ بضد تماما كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم :{ لايكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت
وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم }
فاجتهدوا أحبتي أن تجعلوا قيام رمضان بداية لقيام الليل أبدا
ولو قليلا أو على الأقل ألا تهجروه هجرانا كبيرا وقد ذقتم حلاوته
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ياعبد الله لاتكن مثل فلان كان يقوم الليل فتركه }
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
زهره عمرى 
الأربعاء يوليو 28, 2010 1:19 am